فمما لا شك فيه أن تزايد نسبة الإنتحار في مجتمعنا يعد امرآ طارئا ومستغربا لا سيما أننا نعيش في مجتمع مسلم يحترم النفس الإنسانية ويعلي من شأنها ويحرم قتلها او تعرضها لأي نوع من أنواع الإيذاء القولي او الفعلي انطلاقا من تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف وتوجيهاته العظيمة التي نهت وشددت الوعيد لمن يآتيه او يسهم في بأي شكل من الأشكال وفي اعتقادي أن هناك بعض العوامل الاجتماعية والنفسية التي تدفع الانسان الجاهل الي الانتحار ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي :- * ضعف الوازع الديني عند الانسان وعدم ادراك خطورة هذا الفعل الشنيع والجريمة الكبري التي يترتب عليها حرمان النفس من الكبري التي يترتب عنها حرمان النفس من حقها في الحياة إضافة إلى التعرض للوعيد الشديد والعقاب الاليم في الدار الآخرة. * عدم اكتمال المعني الايماني في النفس البشرية اذ ان الايمان الكامل الصحيح يفرض على الانسان الرضا بقضاء الله تعالى وقدره وعدم الاعتراض على ذلك القدر مهما بدأ للإنسان إنه سئ او غير مرض ولا شك ان الانتحار لا يخرج عن كونه اعتراضا على واقع الحال ودليلا علي عدم الرضا به * غلبة الظن الخاطئ عند المنتحر انه سيضع بإنتحاره وازهاقه لنفسه حدآ لما يعيشه او يعانيه من مشكلات او ضغوط وهذا مفهوم خاطئ ومغلوط وبعيد كل البعد عن الحقيقة * الجهل والجزع وعدم الصبر والاستسلام لليأس والقنوط وما يؤدي إلى ذلك من الهواجس والافكار والوسواس اما لماذا لم يعرف مجتمعنا هذه الظاهرة الا مؤخرا فيرجع ذلك الي اسباب منها :- & الانفتاح الاعلامي والثقافي غير المنضبط الذي نعيشه في مجتمعنا المعاصر الامر الذي دعا إلى تقليد الآخرين والتأثر بهم في كل شأن من شئونهم وهو امر غير محمود لما فيه من ضياع الهوية واستلابها & كثرة المشكلات الأسرية التي اصبح مجتمعنا يعانيها والتي يترتب علي انتشارها نتائج مؤسفة مثل التفكك الأسري وانتشار بعض الظواهر الأجتماعيه السلبيه التي من ابرزها جريمة الانتحار & التأثر الشديد ولا سيما عند صغار السن و محدودي الثقافة بما ثبته القنوات الفضائية من افكار وطموحات وموضوعات تحت بصورة مباشرة او غير مباشرة علي الانتحار وتجعل منه حلآ سريعآ لكثير من المشكلات الاجتماعية والنفسية التي يعاني منها بعض الناس & اما علاج هذه الظاهرة فلا يمكن أن يتم الا بالعودة الصادقة الي الله تعالى والالتزام الصادق بما امر الله به من اقوال واعمال واوامر ونواه جاءت في في مجموعها ممثلة لدور التربية الاسلامية ومؤسساتها الاجتماعية المختلفة في تحصين الفرد وحمايته من هذا الانحراف السلوكي الخطير عن طريق :- ¥ التمسك بمبادئ وقيم وتعاليم وتوجيهات التربية الاسلامية الصحيحة والعمل علي تطبيقها في واقعنا المعاصر لما تقدمه من حلول ناجحة لجميع المشكلات والظواهر السلبية في المجتمع ¥ زيادة الجرعات التوعية اللازمة لأفراد وفئات المجتمع عن طريق مختلف الوسائل الإعلامية والتعليمية لبيان خطر جريمة الانتحار وبشاعتها وما يترتب عليها من نتائج مؤسفة وعواقب وخيمة سواء علي الفرد او المجتمع ¥ مراقبة الله تعالي في مختلف الاعمال والاقوال وفي كل شأن من شئون الحياة عند الانسان اذ ان من راقب الله تعالي وخافه واتقاه لن يستحوذ عليه الشيطان ولن يلقي بنفسه الي التهلكه لأنه يعلم ان سيسأل عن ذلك امام الله تعالى ¥ محاولة تفهم الظروف والاسباب التي قد تدفع بعض افراد المجتمع الي محاولة ومن ثم العمل على مد يد العون لهم و مساعدتهم في حلها وبذلك يتم القضاء على أسباب هذه الظاهرة ودواعيها بإذن الله ¥ اخضاع الظواهر السلبية في المجتمع للدراسة والبحث حتي تعرف اسبابها ودواعيها ومن ثم تبدأ خطوات الوقاية منها وإيجاد العلاج المناسب لها وفي الختام نسأل الله تعالى ان يحفظنا جميعا من كل شر وان يوفقنا الي طاعته وان يرزقنا حياة طيبة وان يختم لنا بخاتمة حسنة وصلي الله علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.